تعتبر رياضة كرة القدم رياضة جماعية الأكثر شعبية و رواجا في العالم.الجميع شغوف بالكرة سواء كانوا شبابا أو كبارا.وأول ما ظهرت كرة القدم كان بالصين منذ أكثر من ألفيتين من الزمن لكن لم تصبح رياضة قائمة و معترف بها وذات قواعد مضبوطة و محددة ( من حيث أبعاد و مساحة الملعب و عدد اللاعبين...) إلا في نهاية القرن التاسع عشر بانجلترا.

 أما في الجزائر˓فلقد ظهرت كرة القدم في أوائل القرن العشرين بحيث  كان أول نادي ﺃنشأ في عام 1917 هو( ﺃج ف ج ﺃ )  تلاه نادي مولودية  الجزائرعام 1921 ثم تبعه أندية أخرى على مستوى كافة القطر الوطني. 

وخلال الثورة الجزائرية و بالتحديد في خريف 1959˓قرر مسؤولي جبهة التحرير الوطني إنشاء فريق وطني لكرة القدم الذي التحق به عدد كبير من اللاعبين الجزائريين المحترفين بأندية فرنسية˓ التزاما و تضامنا منهم مع الشعب الجزائري و من هنا برزت فكرة تأسيس فريق كرة القدم لجبهة التحرير الوطني و الذي كان أحسن و خير سفير للقضية الجزائرية عبر أنحاء العالم. و بتاريخ 13 افريل 1958 بتونس˓ قاما لاعبان ومدربان قدامى والمتمثلان في كل من احمد بن الفول وحبيب دراوة من إنشاء أول منتخب لكرة القدم لتمثيل الجزائر. والفكرة لقيت قبول و موافقة من طرف جبهة التحرير الوطني آنذاك.وكان يتكون المنتخب المقترح من عناصر هواة تلعب بتونس و الجزائروﺃخرى محترفة  في أندية فرنسية.

و باشر المنتخب تدريباته بقيادة كل من محمد بومرزاق ( والذي كان في نفس الوقت ناخب ) بمساعدة عريبي و عبد العزيز بن تيفور.و أوكلت مهمة  الجانب السياسي للثورة إلى محمد علام.

و حسب جبهة التحرير الوطني ˓أول مقابلة رسمية للفريق كانت بتاريخ 9 ماي 1958 و التي جمعته بفريق فاس من الرباط و التي انتهت لصالح الفريق الجزائري بنتيجة 2 مقابل صفر.

وكان الفريق أفضل سفير للثورة الجزائرية حيث ساهم بشكل فعال في تدويل القضية الجزائرية و الدعاية لها من خلال تنقلاته العديدة للمشاركة في المنافسات الرياضية في دول عدة ˸ تونس و بكين و بلغاريا وهانوي و طرابلس والرباط و و براغ و دمشق ...

كما كان اللاعبون و كل الطاقم المشرف على الفريق بمثابة مسبلين و مجاهدين تركوا كل المزايا المغرية في نواديهم و لبوا دون تردد نداء جبهة  التحرير الوطني و لم ينتظروا أي مقابل عن ذلك بل همهم الوحيد كان هو استقلال الشعب الجزائري و استعادة حريته وسيادته على أرضه المسلوبة .

لكن و للأسف الشديد ˓التاريخ سيسجل موقف السلبي للفيدرالية الدولية لكرة القدم آنذاك اتجاه فريق جبهة التحرير الوطني  لاتخاذها قرار تسليط عقوبات لكل منتخب يقبل أن يجرى مقابلات معه في محاولة عزل الثورة الجزائرية و لم يتم اﻹعتراف بالفريق ﺇلا بعد الإعلان عن ﺇستقلال الجزائر بتاريخ 5 جويلية 1962 .

و لقد أدى فريق جبهة التحرير الوطني في مساره 91 مقابلة و التي من خلالها تحصل على نتائج باهرة متمثلة بفوزه في 65 مقابلة وتعادل في 13 مقابلة و انهزم في 13 مقابلة و سجل 385 هدف و تلقى 127 هدف فقط.وبهذا يمكن القول بان الفريق الجزائري كان جد متميز و قوي أمام منتخبات عالمية عريقة

و ذات سمعة جيدة واستطاع الحصول على نتائج جد مشرفة نذكر اﻹنتصارات الباهرة الذي حققها أمام كل من ˸ بلغاريا ﺑ 5 مقابل1 و يوغسلاغيا ﺑ 6 مقابل 1 و الاتحاد السوفياتي ﺑ 6 مقابل0 وتونس ﺑ 7 مقابل 0 وليبيا ﺑ7 مقابل0  ...   

و تشكيلة الفريق آنذاك كانت تظم  32 لاعب من بواسل وأبطال كرة القدم الجزائرية للفريق التاريخي جبهة التحرير الوطني˓ سليلة جيش التحرير الوطني و المتمثلين في الآتية أسماءهم ˸ سعيد عمارة (بيزي)و مختاري لعربي (لانس) و وقدور بلخلوفي (موناكو) و علي بن فداح (انجر) وعبد العزيز بن فيتور (موناكو) و عبد الرحمن بوبكر(موناكو) وشريف بوشاش ( الهافر) و حسين بوشاش (الهافر) و عبد الحميد بوشوك (تولوز) ومحمد بوريشة (نيمس) و حسان بورتال (بيزي) وسعيد باهيمي ( تولوز) و حسان شابري (موناكو) ودحمان دفنون (انجر) وعلي دودو (عنابة) و سعيد حداد( تولوز) وعبد الرحمن ابرير (تولوز) واسماعين  ابرير (الهافر) وعبد الحميد كرمالي (ليون) وعبد الكريك كروم (ترويس) و محمد معوش (ريمس) وعبد القادر معزوزة (نيمس) و رشيد مخلوفي (سانت اتيان) و مقران واليكان (موبليي) و احمد وجاني ( لانس) و عمار رواي (انجر) و عبد الله ستاتي (بوردو) و وعبد الرحمن سوكان (الهافر) محمد سوكان (الهافر) ومصطفى زيتوني (موناكو) وعبد الحميد زوبة (نيورت) ومحمد بومزراق (المؤسس).

إنها وقفة عرفان  لفريق جبهة التحرير الوطني لما حققه من انتصارات باهرة ،مسجلا كفاحه البطولي بحروف من ذهب في تاريخ الجزائر ونأمل أن يبقى مصدر ﺇلهام للشباب وشعلة منيرة و قدوة محفزة للأجيال من ﺃجل بناء جزائر قوية وعصرية يفتخر بها بين الأمم .