تعد الألعاب اﻷولمبية سواء كانت الصيفية أو الشتوية حدث رياضي عالمي تجرى فعاليتها كل أربع سنوات بمشاركة الآلاف من الرياضيين . 

وأنشأ الفرنسي بيار دي كوبرنتا هيئة خاصة تتكفل بتنظيم هذه الألعاب متمثلة في اللجنة الدولية اﻷولمبية و هذا خلال المؤتمر الذي تقرر فيه تنظيم أولى ألعاب اﻷولمبية التي احتضنتها عاصمة اليونان (اتينا) في الفترة الممتدة من 6 إلى 15 أفريل 1896 بحيث عرفت هذه المنافسة مشاركة 241 رياضي في تسعة اختصاصات رياضية من أجل الفوز  ﺑ 122 ميدالية .

و نظرا لما شهده العالم آنذاك من تغيرات اجتماعية و اقتصادية أثرت على الميدان الرياضي مما دفع باللجنة اﻷولمبية إلى إضافة ألعاب أخرى متمثلة في الألعاب اﻷولمبية الشتوية و اﻷلعاب الشبه اﻷولمبية  و اﻷلعاب اﻷولمبية للشباب و ظهور عدة اختصاصات مختلطة  (للرجال و السيدات) كما وضع بيار دو كوبرنتا راية أولمبية للألعاب سنة 1913 مشكلة من خمسة دوائر متشابكة ببعضها البعض ذات ألوان مختلفة  (أزرق وأسود وأحمر و أصفر وأخضر) على مساحة بيضاء ترمز من جهة إلى القارات الخمس بحيث يمثل كل من اللون اﻷزرق أوروبا و اﻷسود إفريقيا و اﻷحمر أمريكا و الأصفر آسيا و الأخضر اوقيانوسيا بحيث كل الأمم تكون ممثلة بأحد الألوان الخمس  المذكورة أعلاه.

ومنحت طبعة 2020 للألعاب لليابان من 24 جويلية إلى 9 أوت 2020 والتي سبق لها تنظيم هذه الألعاب في سنة 1964 غير انه و نظرا لجائحة كورونا التي مس المعمورة أجلت هذه الألعاب التاريخية من طرف اللجنة الاولمبية الدولية باتفاق مع اليابان الى صائفة 2021 من الفترة الممتدة من 23 جويلية الى 8 اوت 2021. ولقد تم اختيار هذه المدينة من خلال الدورة 125 للجنة الدولية اﻷولمبية ببونارزار إلى جانب كل من اسطنبول و مدريد مع التذكير أن اليابان لرابع مرة تحتضن هذه اﻷلعاب إذا احتسبنا الألعاب التي نظمتها في شتائى 1972 بسابورو و 1998 بناقانو. وستكون الألعاب  اﻷولمبية 2021 بطوكيو مميزة ترتكز على ثلاثة أسس أساسية من أجل عالم أفضل وهي ׃ بذل مجهودات (أي إعطاء أفضل ما لدينا من قدرات) وتقبل بعضنا البعض (الحفاظ على وحدتنا رغم اختلافنا) و نقل القيم و المعارف للأجيال المستقبل (ترك رصيد غني ليستفاد منه).

و تعمل اليابان على توفير كل الإمكانيات من أجل السير الحسن و إنجاح هذه الطبعة بما في ذلك المواقع التي احتضنت فيها الألعاب اﻷولمبية لسنة 1964 كملعب نيبون بودوكان الرائع للجيدو و ملعب الفروسية و كذا القاعة الرياضية الوطنية بطوكيو التي سيتم بها تنظيم كل من اﻹحتفال الرسمي ﻹفتتاح وإختتام الألعاب. وتجذرالإشارة إلى أنه أضيف خمسة رياضات جديدة لدعم الثلاثة و الثلاثون المعمول بها وهي كرة القاعدة (بيسبول) و السوفتبول و الكاراتي ولوح التزلج ( سكايت بورد) و التسلق الرياضي و رياضة ركوب اﻷمواج .

و أنجزت للألعاب تميمة أولمبية تدعى ميري وتعني المستقبل وتوا و تعني الأبد . و لقد اختير هذا اﻹسم لما له من دلالة يحمله و المتمثل في ترقية المستقبل مع نشر الأمل الدائم في قلوب الناس جميعا.

وتعد طوكيو العاصمة الإدارية لليابان المركز السياسي الرئيسي للأرخبيل و واحدة من 47 مقاطعة لليابان و يفوق عدد سكانها 13 مليون و تقدر مساحتها ﺑ 2187 كلم2 . كما تعتبر المدينة أهم مركز و قطب اقتصادي عالمي به جامعات و مراكز للبحوث العلمية و التكنولوجية إضافة إلى منشآت ثقافية.

أما بالنسبة لمشاركة الجزائر في الألعاب اﻷولمبية فتعود منذ سنة 1964 و في حصادها 15 مشاركة (12 مشاركة في الألعاب اﻷولمبية الصيفية و ثلاثة مرات في الألعاب اﻷولمبية الشتوية).

و للجزائر حصيلة17 ميدالية منها 5 ميدالية ذهبية و 4 ميداليات فضية و 8 ميداليات برونزية.      

أولى ميداليات الجزائر كانت من صنع الملاكمين مصطفى موسى و محمد زاوي اللذان تحصلا  كل واحد منهما على ميدالية برونزية و ذلك في الألعاب التي جرت بلوس أنجلس سنة 1984 .           

وحطم الرقم القياسي من حيث الميداليات لدى السيدات من طرف  حسيبة بولمرقة و نورية بنيدة مراح بتحصلهما على الميدالية الذهبية. بينما لدى الرجال يعد توفيق مخلوفي الرياضي الجزائري الأكثر تتويجا في هذه اﻷلعاب برصيد  ﺑ 3 ميداليات  ذهبية واحدة و 2 فضية . و سمحت هذه  النتائج المشرفة للجزائر من التمركز في المرتبة السادسة من الترتيب العام لبلدان  إفريقيا من حيث مجموع الميداليات المتحصل عليها وراء كل من ׃ إفريقيا الجنوبية و كينيا و إثيوبيا و المغرب و مصر .

 و تأهل لهذه الطبعة 44 رياضي جزائري في 14 اختصاص رياضي و المتمثلة في ˸ التجديف و الكناوي كايك و الدرجات و العاب القوى و السباحة والملاكمة و تنس الطاولة و الرماية الرياضية و رفع الأثقال والملاحة الشراعية والمصارعة والمبارزة والكراتي دو والجيدو.